قال مسئول بوزارة الداخلية الكويتية أمس ان وزراء داخلية الدول الست الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي سيوقعون اليوم الثلاثاء معاهدة مشتركة لمكافحة الارهاب. وقال مصدر مسئول في وزارة الداخلية الكويتية امس إن الكويت عززت الإجراءات الأمنية الداخلية في أعقاب الهجمات التي وقعت في المملكة العربية السعودية وتزايد أعمال العنف ضد قوات التحالف في العراق. وأوضح المسئول ان الامين العام لمجلس التعاون عبدالرحمن العطية سيصل إلى الكويت في وقت لاحق حيث يعقد محادثات تمهيدية قبيل الاجتماع الذي ستوقع فيه المعاهدة. ومن المتوقع أيضا ان يصل إلى الكويت وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز آل سعود حيث يعقد محادثات مع نظيره الكويتي الشيخ نواف الصباح بشأن دعم إجراءات أمنية مشتركة خاصة بعد الهجمات التي وقعت قبل أيام في مدينة ينبع السعودية وأسفرت عن مقتل ستة عاملين بمجال النفط وأربعة متشددين وإصابة أكثر من 20 آخرين. ورفعت حالة التأهب الأمني في الكويت قبيل الاجتماع وزراء داخلية السعودية والبحرين وقطر وعمان والكويت والامارات. ومن المتوقع ان يبحث وزراء الداخلية أيضا إجراءات أمنية مشتركة بشأن العراق والتنسيق الامني مع الاردن وسبل منع عمليات التهريب بين دول الخليج. وكان وزراء داخلية هذه الدول قد اتفقوا من حيث المبدأ على المعاهدة الامنية المشتركة خلال اجتماع لهم في شهر ديسمبر الماضي. وقال مصدر مسئول في وزارة الداخلية الكويتية امس إن الكويت عززت الاجراءات الامنية الداخلية في أعقاب الهجمات التي وقعت في المملكة العربية السعودية وتزايد أعمال العنف ضد قوات التحالف في العراق. وقال المسئول إن الامارة تسعى جاهدة إلى الحيلولة دون تسلل عناصر إرهابية إلى أراضيها عبر الحدود مع العراق والمملكة العربية السعودية من الجنوب حيث وقع إطلاق النار قبل أيام في مدينة ينبع. وأضاف المسئول أنه جرى اتخاذ إجراءات وقائية إضافية حيث عززت الدولة من دوريات المراقبة ومراقبة الحدود وتعزيز الحرس في المنشآت الحيوية مثل المنشآت العسكرية والمباني السكنية التي يقطنها الاجانب. ويوجد جدار كهربائي عازل ممتد على طول حدود الكويت مع العراق والبالغ طولها 210 كيلومترات مما يمنع المتسللين والمهربين والارهابيين من دخول الامارة من الشمال والغرب. ولكن مثل هذا الجدار ليس موجودا على طول الحدود مع السعودية كما أن الكويت لا تعتزم بناء مثل هذا الجدار. ولكن مصدر وزارة الداخلية قال إن الوزارة تبحث إعادة فرقة شرطة الحدود التي ستعمل على مراقبة الحدود بالجمال. ومن جهته قال الامير سعود بن عبدالله رئيس الهيئة الملكية بالجبيل وينبع امس ان قتل خمسة أجانب إثر اطلاق النار عليهم في ينبع يوم السبت الماضي عمل "جنوني" وحث المواطنين على حماية الاجانب الذين يساعدون في تنمية اقتصاد المملكة. جاءت تصريحاته فيما قررت مجموعة (ايه.بي.بي لوموس) الهندسية السويسرية إجلاء حوالي 90 من موظفيها الاجانب ووقف تنفيذ مشروع تطوير مصنع اثيلين لحساب شركة ينبت السعودية للبتروكيماويات. وهذا أول هجوم على منشآت الطاقة في السعودية والأكثر جرأة ضد الغربيين وقال عنه الامير لصحيفة "عكاظ" اليومية "هذا عمل جنوني لا يقدم عليه انسان عاقل". ومضى قائلا "الانسانية تملي علينا ان تكون معاملتنا لضيوفنا طيبة وخاصة انهم جاءوا لمساعدتنا في تنمية هذا البلد وكانت لهم مشاركتهم في تحقيق العديد من الانجازات". واتخذت الرياض اجراءات مشددة ضد المتشددين الذين لهم صلة بتنظيم القاعدة منذ أن أسفرت سلسلة من التفجيرات الانتحارية على مجمعات سكنية في العام الماضي عن سقوط 50 قتيلا بينهم تسعة أمريكيين. ومن جهتها اعلنت السفارة الامريكية في المملكة العربية السعودية انها حددت حركة الموظفين الامريكيين في البعثات الدبلوماسية في المملكة "حتى اشعار آخر" وذلك في بيان تحذيري موجه الى المواطنين الامريكيين في السعودية مؤرخ في الثاني من مايو نشر على موقع السفارة على الانترنت. وجاء في تحذير السفارة "ان الموظفين الامريكيين في الممثلية سيقصرون تحركاتهم خارج الحي الدبلوماسي في الرياض ومجمعي قنصليتي جدة (غرب) والظهران (شرق) على الانشطة الاساسية فقط". واضاف البيان ان التحذير يظل ساري المفعول "حتى اشعار آخر". واضاف "ان الانشطة الاجتماعية للسفارة والقنصليتين التي تتم بمشاركة ضيوف خارجيين ألغيت". ودعت السفارة جميع العاملين فيها الى توخي الحذر واتباع سلوك امني حذر مثل تغيير مواقيت ومسالك تحركاتهم للاعمال الضرورية وايقاف سياراتهم في مناطق محمية وتفقد سياراتهم قبل استخدامها. كما حثت السفارة باقي افراد الجالية الامريكية البالغ عددهم 30 الفا في السعودية على توخي الاحتياطات ذاتها. ومن جانب آخر أدان الاردن امس اعتداء ينبع، مشيرا الى وجود اردني بين الجرحى. وقالت الناطقة باسم الحكومة الاردنية اسمى خضر "اؤكد ادانتنا الشديدة للاعمال الارهابية والاستهدافات الاجرامية التي جرت في كل من السعودية وسوريا وان نعرب عن تضامننا مع الدول العربية الشقيقة". واضافت في مؤتمرها الصحفي الاسبوعي ان أحد المصابين في اعتداء ينبع يوم السبت اردني شاب في الثالثة والعشرين يدعى اسماعيل خليل النوايشة ويعمل في المنطقة في محل لبيع الهاتف الخليوي. وقالت ان "اصابته حرجة وقد اصيب بعدة رصاصات وهو في العناية المكثفة".